مراجعة فيلم عزيزتي الحياة

اسم الفيلم الأصلي Dear Zindagi

إنتاج بوليوود

الشخصيات الرئيسية: علياء بهات بدور كايرا، وشاروخان بدور المعالج النفسي جاغ

فيلم عزيزتي الحياة يقوم على رحلة الشخصية الأساسية (كايرا) في فهم نمط العلاقات مع الرجال الذين يظهرون في حياتها وشعور الرفض المسيطر على علاقاتها إلى جانب خوفها من الارتباط. تكشف لنا الأحداث كيف أن خسارتها لحبيبها ووظيفتها جعلها تصل للقاع وهذا ما دفعها للجوء للمعالج النفسي الذي يأخذ بيدها للغوص في طفولتها ومعرفة جذر معتقداتها عن العلاقات، هذا المقال هو مراجعة فيلم عزيزتي الحياة وسيلقي الضوء على أهم الأفكار في الفيلم ويختمها بتعقيب بما يتعلق بالتربية ومشاعر الطفل. يمكنك الاطلاع هنا على تفاصيل الفيلم.

يمكنك مشاهدة مقطع تعريفي بالفيلم هنا

المقدمة

الحبكة

الخاتمة

تعقيب

المقدمة

يبدأ الفيلم بمشهد يعبر عن احترافية عمل الشخصية (كايرا) في تصوير السينما، وكيف أن زملاءها في المهنة يثقون

ببراعتها ولا يتوانون عن إعادة المشهد إن أرادت إعادة تصويره؛ فهي حتماً تعمل على تحسينه. تأخذنا الأحداث إلى أن نكتشف أن زميلها بالعمل معجب بها محاولاً منذ فترة أن يضع مسمى لعلاقتهما لكن كايرا ترفض أي شكل جدي للارتباط

تكشف لنا الأحداث لاحقاً أنها على علاقة بشخص آخر لكن مجدداً العلاقة ليست جدية، بل أنها تنهيها مع أن صديقاتها يرون في هذا الشخص الزوج كامل الأوصاف. تعود الآن للتفكير بمستقبلها ويعدها حبيبها وزميلها بالعمل بأنه سيأخذها معه إلى أمريكا لتصوير فيلم ضخم، لكنه يسبقها إلى هناك لأجل تسوية بعض الأمور. تمر الأيام وتكتشف أنه قام بخطبة إحداهن.

هنا تدخل في حالة ضياع وبالصدفة تترتب لها الأحداث للغوص أعمق إلى فهم ما يحدث في حياتها، وفهم تكرار هذا النموذج من العلاقات. وخلال قيامها بتصوير واحد من المشاريع في فندق، تنصت صدفة إلى محاضرة قائمة هناك في إحدى القاعات إحدى غرف الاجتماعات تضم معالجاً نفسياً psychiatrist وجمهوراً من الناس ويعجب كايرا أسلوب الطبيب في الحديث عن نفسه وعن العلاج النفسي

من هنا تقرر أن تلجأ لهذا الطبيب النفسي (جاغ) وفعلاً تزور عيادته وتخجل من إخباره بقصتها، فتخبره أن لها صديقة انفصلت عن حبيبها وهي تشعر بالسوء حيال ذلك لكنه لا يزال عليها السفر إلى أمريكا للعمل معه على تصوير الفيلم. يخبرها الطبيب هنا الحكمة الآتية:

إننا أحياناً ما نختار الطريق الصعب ظناً منا أن حصولنا على أشياء مهمة يحتم علينا الطريق الصعب. يتصور المرء أنه من المهم جداً أن يعاقب نفسه.

هنا اتخذت كايرا القرار بأن تتخلى عن حلم العمر بتصوير فيلم ضخم في أمريكا حتى تخفف على نفسها وتبتعد عن الطريق غير المريح فننحاشى الاحتككاك بحبيبها السابق وخطيبته.

بعد عدة أيام تحلم كايرا حلماً مزعجاً وعندما تخبر المعالج بالحلم يترجمه لها على أنه أفكارها ومشاعرها تجسدت لها على هيئة حلم. فكرة النساء التقليديات المتزوجات اللاتي ينظرن لها بعين العار وقلة القيمة. وعندما تبحرت في مشاعرها فعلاً وجدت أنها تشعر بالعار من نفسها لأنها لم تتمكن حتى الآن من الحفاظ على علاقتها مع رجل والزواج. ثم اعترفت للمعالج أنها قد يتم معايرتها بأنها (قذرة ورخيصة) دلالة على كثرة علاقاتها. وهنا نبهها المعالج بأنه لا يتوجب عليها استخدام هذه الكلمات عند الحديث عن نفسها. وشرح لها تجربة الارتباط بتشبيهه بشراء كرسي، فنحن لا نقدم على شراء أول كرسي نلقاه في المحل إنما نقوم بتجربة عدد منها حتى نختار ما يريحنا، فما بالك بشريك الحياة.

تشافي العلاقات

الحبكة

تستمر الأحداث حتى يعود أخ كايرا (كيدو) من الخارج وتقيم أسرتها حفلاً بمناسبة عودته، كايرا كانت متحمسة للقاء أخيها لكنها كانت متجنبة لأمها وأبيها وشكّل الحفل ضغطاً عليها إلى أن اجتمعت الأسرة بالحفل وبدؤوا بالمقارنة بين أبنائهم عندما كانوا صغاراً، فقالت أمها: أتذكرون كم كان كيدو لطيفاً وسهل المعشر، أما كايرا فكانت مشاكسة. وأكمل أبوها بشرح مدى صعوبة تربية الأطفال، وهذا ضرب على وتر حساس عند كايرا وجعلها ترد بألم.

تشافي العلاقات

اتضح أن كايرا لديها جرح الهجر منذ الطفولة حيث أن والديها تركاها في الهند عند جدها وجدتها وسافرا لتأسيس مشروع خارج الهند، وأثناء تلك المدة أنجبا أخ كايرا (كيدو) وفي مرة جاءا في زيارة وشعرت كايرا بالغيرة من أخيها فلماذا يعيش معهما وهي لا، وبعد أن كانت تكتب الكثير من الرسائل لوالديها وترسلها بمساعدة جدها، توقفت تماماً عن عمل ذلك خاصة عندما سمعت أن أمها تخبر جدها قائلة: أن كايرا لا تستطيع العيش معهم. هنا كانت الصدمة قوية على كايرا الطفلة وتوقفت تماماً عن إرسال الرسائل لأهلها رغم محاولات جدها في إقناعها بذلك.

تشافي العلاقات

ثم عندما رسبت بالصف الثاني الابتدائي عاد والداها لاصطحابها من منزل جدها، وهذا بعين الطفلة كايرا السبب الوحيد لعودتهما! هما لم يعودا بعد مئة رسالة شوق أرسلتها ابنتهما إنما فقط بعد رسوبها بالمدرسة لإحساسهما بالعار من هذا الحدث! على الرغم أن التوقيت كان سيئاً وكانت بدأت تعتاد على الحياة عند جدها وجدتها فشعرت كذلك أن والديها يحرمونها من السعادة.

كان رد كايرا على أهلها قاسياً، فأخبرتهما إن لم يتقنا وظيفة التربية منذ البداية فعليهما التوقف عنها، وأنهما هما من أرادا إنجاب الأطفال ثم فعلا بهم ما يحلو لهما! استفزها كيف أن أسرتها مع أسرة عمها مجتمعة ويندبون مدى صعوبة تربية الأبناء وهي فعلاً لا ترى أنهما قدما شيئاً لها في طفولتها.

المضحك بالأمر أن أباها طلب من أخيها إخبارها أن عودتها لبيت أبيها كان لمصلحتها وأنها منذ أن عادت لم تعد ترسب. هنا نرى الفجوة بين وضع الطيران الأوتوماتيكي الذي يسيطر على بعض الأهالي في عملية التربية لدرجة أن لا يرون الجانب المشاعري المؤلم من تبعات قراراتهم على الأبناء إنما فقط الجانب المحسوس من تحصيل علمي ووظيفة.

تشافي العلاقات

وبالطبع تذهب بعدها لجلستها مع المعالج وتخبره بالمشاعر المضطربة التي طفت عندها على السطح وتبدأ كل قصتها بالتكشّف شيئاً فشيئاً وصولاً إلى جذر المشاعر المضطربة. عندما وصفت كايرا شعورها للمعالج قالت: شعرت وكأنه قد أخذ أحدهم من يدي جهاز التحكم، وبعدها كونت استراتيجية واتخذت قرار على عمر الست سنوات بأنها (لن تقول لوالديها أي شيء ولن تطلب منهما أي شيء) وأصبحت صامتة. وبعين الطفلة كانت ترى أنهما عندما جاءا لاصطحابها بعد رسوبها أنهما حرماها من جدها وجدتها بعد أن استقرت وأصبحت سعيدة معهما.

أخبرها المعالج أن الهجر والوحدة هي مشاعر تحملها معها طيلة حياتها وهذا ما أثر عليها في علاقاتها خاصة العاطفية. شعور الخوف من أن يتركها الشريك أو أن يسبقها في إنهاء العلاقة فترغب كايرا بأن تودعه قبل أن يودعها. وهذه استراتيجية تبنتها من طفولتها المبكرة وهذا تكنيك لحماية نفسها خشية أن تعيش نفس المشاعر التي راودتها من قبل.

هنا أخبرها المعالج أنه يمكن لها أن تشعر بالغضب والحزن والخوف كما تشاء، لكنها أيضاً تستحق أن تودّع الخوف إلى الأبد وترحّب بالحياة وتعيد الاتصال بها. وهو لم يقل لها أنه عليها أن تسامح والديها أو لا تكون غاضبة منهما، لكنه دعاها أن تنزل والديها من تلك المنصة العالية وتحاول أن تراهما مثل سائر الناس مثل الأشخاص العاديين الذين يرتكبون الأخطاء، من الصعب أن تفهم ذلك لما كانت طفلة لكنها وقد أصبحت راشدة يمكنها المحاولة.

لا تسمحي لماضيك بابتزاز حاضرك

الخاتمة

في آخر الفيلم نشاهد أن (الحالة) كايرا أصبح لديها تعلق بالمعالج وبطريقة العلاج لكن المعالج كان ذكي وأرغمها على وقف الجلسات حيث أن دوره كان مساعدتها إبصار ما يدور داخلها وإعطائها الأدوات اللازمة لرحلتها، وكان حازماً في ذلك! فالتشافي الحقيقي هو استئناف عيش الحياة بجودة أعلى ومشاعر أفضل وحصانة نفسية، لا إكمال الحياة بإدمان طريقة علاج معينة واعتبارها غاية الرحلة.

تعقيب

يجدر بنا أن نعرف أن الطفولة المبكرة تؤثر على خياة الفرد على جميع الأصعدة خاصة المشاعرية؛ فخلال السنوات الأولى ليس لدى الطفل المنطق الكافي لفهم الحكمة وراء رحيل والديه عنه، هو يفسر الأحداث بالمشاعر، فقد يخبر نفسه أن أهللا رحلوا عني لأني غير مرغوب، أو لأني لا أستحق، أو أنا شخص سيء لا أحد يرغب بمعاشرتي. دائماً يضع اللوم على نفسه فبنظر الطفل أهله لا يخطئون. مشاعر الهجر والوحدة التي تكونت عند كايرا على عمر صغير وخلال فترة زمنية طويلة ولم يترافق معها تبرير مشاعري واضح من الأهل تسبب في أن هذه المشاعر انحبست بداخلها، وأي مشاعر غير مكتملة من الطفولة يتكرر ظهورها لاحقاً في حياة البالغ بطرق مختلفة. تكرار نمط علاقات الهجر والخوف من الارتباط؛ فهي خائفة أن يتركوها كما فعل والديها بالطفلة منها. وهو كله يدور بالعقل اللاواعي فتجد نفسها غير قادرة على الارتباط وبداخلها محرك قوي لنبذ العلاقة وحماية نفسها. يمكنك مراجعة مقال عملية الحضور تم مشاركته في مدونة ريزينج يونيكورنز سابقاً يتحدث عندورة السبع سنوات في الحياة، ومقال آخر بعنوان (هرم ماسلو واحتياجات الطفل) لدراسة حاجات الطفل وفهم أن الأمان والحب وصحبة الأهل هي حاجة عند الطفل.

1 COMMENT

  1. zainab | 29th أكتوبر 22

    i cant thank you enough for all the time and effort you put jus to help us over her❤️

شاركينا تعليقك