مراجعة مسلسل (العطية)

اسم المسلسل الأصلي Atiye

بلد الإنتاج تركيا

مسلسل العطية تدور أحداثه على مدى 3 أجزاء كل جزء يطرح زاوية معينة للتطور الروحي لبطلة المسلسل بيرين سات والتي جاءت بدور (عطية). المسلسل عميق وأحداثه سريعة وقد لا تكون مفهومة ظاهرياً لأن فيها الكثير من الرمزية. تعتمد الفكرة الأساسية على رحلة اليقظة الروحية وحقيقة أن البشر جميعاً متصلون بطريقة أو بأخرى وأننا جزء من الخطة الإلهية في هذه الحياة. لكنه يركز على حياة الشخصية الأساسية (عطية) ، وتحدياتها في سبيل تطويرها الروحي واتصالها بذاتها.

يمكنك الاطلاع هنا على تفاصيل المسلسل من ممثلين وطاقم

ويمكنك مشاهدة الفيديو التعريفي

الجزء الأول

الجزء الثاني

الجزء الثالث

الجزء الأول

يبدأ المسلسل في جزئه الأول بشخصية عطية الفنانة التجريدية وهي ترسم رمزاً مراراًوتكراراً منذ أن كانت طفلة ثم تفاجأ أن الرمز نفسه تم العثور على نقشه في أحد المواقع الأثرية التي يشرف عليها خبير الآثار (إرهان)، هنا عطية لم تتردد في السفر إلى ذلك الموقع لفهم ما يحدث وأحست بالنداء، لكن إرهان يقابلها بجفاء ولا يعطي قيمة لما تقوله فتعود إلى بيتها خائبة. عطية تستعد للزواج من صديقها لكن شيئاً بداخلها غير مطمئن، وفي ليلة الزفاف وخلال استعدادها تبدأ بسؤال نفسها الأسئلة المهمة، من أنا؟ وماذا أريد؟ فتهرب وتترك الزفاف وتستجيب لنداء الموقع الأثري.

مراجعة مسلسل العطية الهدية مسلسل تركي وعي وتشافي

ومن هنا تبدأ مشوارها في الصحوة الروحية وتكتشف أن هذا الزواج لم يكن ليناسبها وأن روحها تتوق لتجربة أكثر أصالة. خلال رحلتها للبحث عن إجابات تتعلق بذلك الرمز الذي لطالما رأته في مخيلتها ورسمته، يزورها خيال جدتها (أم أمها) أو جدتها شخصياً في حياة أخرى وتقودها إلى مغارة.

مراجعة مسلسل العطية الهدية مسلسل تركي وعي وتشافي

تنحبس عطية في المغارة (رمز أنها ضربت القاع) وتبدأ رحلة رائعة لتشافي الطفل الداخلي وتنظيف المشاعر خلال عزلتها، فترى نفسها وهي رضيعة وكيف تعاملت معها أمها فنرى أن أمها رفضتها وحملت معها عطية (جرح الأم)، ثم نرى أختها المتبناة وتتدرج الذكريات إلى أن تصل إلى أول علاقة أقامتها مع صديقها الذي تركته ليلة الزفاف وكيف أنها لم تكن من البداية مرتاحة.

مراجعة مسلسل العطية الهدية مسلسل تركي وعي وتشافي

خلال هذا الوقت يتصل إرهان بقوات المساعدة للعثور على عطية ويقررون تفجير الكهف. تظهر عطية في وضعية الجنين بين الرمال كناية عن إعادة ولادتها من جديد.

مراجعة مسلسل العطية الهدية مسلسل تركي وعي وتشافي

الجزء الثاني

يبدأ الجزء الثاني بمشهد تمائم معلقة على سياج محيط بالموقع الأثري نفسه وهذه التمائم وضعتها نساء يردن أن ينجبن أطفال. هذا الجزء رحلة الوحدة الأصلية بين الرجل والمرأة. ثم نرى أنه تم تغيير أسماء الشخصيات والصلات بينها، لكن عطية تتمكن من الاقتراب منهم وفهمهم مجدداً وقد ترمز هذه الاختلافات لفكرة (الحيوات المتعددة أو العوالم المتوازية) وتكرار الاختبارات، فتلقى أختها نفسها لكن باسم آخر وبظرف آخر وتجد أن صديق أختها هو نفسه الشخص الذي كانت على وشك الزواج منه في الجزء الأول، فنجد هنا أن أختها حصلت على ما تريد، وتكتشف عطية أن أباها وأمها لم يتزوجا وهي لم تولد إذن، لا أحد يذكرها إلا أمها التي هي أيضاً لديها ملكات خاصة. في هذا الجزء تكتشف عطية التراجيديا الخاصة بنساء أسرتها وتجتمع بهن وتفهم القوى الشفائية الخاصة بها.

تتكشف لنا الأحداث في أنه ومع اختلاف الظروف فالشخصيات تحمل السمات النفسية ذاتها. في هذا الجزء نفهم الدوافع النفسية للشخصيات المختلفة ونرى جوانب أخرى منها عاشتها في زمن آخر. تتكشف الأحداث لنفهم أن هذا العالم فيه مشكلة في الخصوبة أو الإنجاب وأن النساء يفارقن الحياة عند الحمل والولادة. وهناك باب مغلق ينبغي فتحه بين العالمين لتحل هذه المشكلة. نرى لاحقاً عطية وإرهان يجتمعان مجدداً وعلى الرغم من أن عطية تذكرته بسرعة في هذه الحياة فهو لم يذكر أي شيء.

مراجعة مسلسل العطية الهدية مسلسل تركي وعي وتشافي

لاحقاً تلد عطية مولودتها بين نساء عائلة أمها أصحاب الملكات الخاصة وبولادة ابنتها تحل مشكلة الخصوبة والإنجاب في العالم.

مراجعة مسلسل العطية الهدية مسلسل تركي وعي وتشافي

لكن سرعان ما تُخطف ابنتها لأجل ما تملكه من قدرات عظيمة ونظن في هذا الجزء أنه ثأر من حبيبها السابق ولاحقاً نفهم أنه فرد بريء من عصابة تقودها والدته.

مراجعة مسلسل العطية الهدية مسلسل تركي وعي وتشافي

الفكرة التي يقوم عليها الجزء الثاني هي الاتصال العميق الذي يربط إناث العائلة الواحدة والجينات الوراثية التي يتشاركنها والقوة التي يمنحنها بعضهن البعض وهبة الحياة التي تبدأ في رحم الأنثى.

المسلسل فيه الكثير من الرمزية ففي كل جزء من المسلسل نشاهد جنازة لعطية ونشاهد شخصيات تموت وتعود للحياة في الجزء الذي يليه دون شروحات.

الجزء الثالث

يبدأ الجزء الثالث بأمنية تضعها الشخصية عطية وهي أن تنجب مجدداً، تظهر لنا عطية مع زوجها إرهان بعد ثماني سنوات من اختطاف ابنتهما.

لاحقاً بالمسلسل يعثرون على الطفلة ذات الثمانية أعوام (نهاية الطفولة المبكرة والانفصال جزئياً عن طاقة الأم ومشاعرها) وتبدأ الأحداث بأخذ منحنى مختلف؛ فتظهر صعوبات التواصل مع الطفلة كما أنه يتضح أن للطفلة جرح مشاعري عميق ومعتقد يلازمها.

تتشابك الأحداث وتستمر الطفلة في جلب المتاعب فمرة أشعلت حريقاً في حديقة المنزل ومرة أهدتها خالتها فستاناً فمزقته وحاولت أمها احتواءها فاستخدمت الطفلة قواها بأن توقع فرع شجرة على ذراع أمها. الأم (عطية) بررت ذلك في أحد المشاهد بقولها: ابنتي ليست غاضبة إنما تتألم، وبهذا الشعور فتحت الأم باباً لإعادة التواصل مع طفلتها وتضميد جراحها التي ستكتشفها لاحقاً في رحلتها.

تحاول عطية مراراً وتكراراً كسب ثقة طفلتها وفي مشهد الحريق نراها تمسك يد ابنتها واستطاعت رؤية الصورة الذهنية التي تدور في رأس ابنتها فرأت نفسها في عالم آخر وزمن آخر وابنتها ممدة على المصطبة في احتفال غريب وهي تشرع بالإمساك بوتد لتصويبه في قلب ابنتها وقتلها! استهجنت عطية المشهد ولم تفهمه لكنها على الأقل فهمت أن ابنتها تراودها هذه الذكرى وشعور الخذلان من الأم وانعدام الأمان، ابنتها خائفة وهذه الذكرى تراودها وتزيد الفجوة بينها وبين أمها في هذه الحياة.

نعرف لاحقاً معلومات عن الطفلة وأنه تم التلاعب بدماغها وعقلها الباطن من خلال حشو رأسها ببرامج تلفاز تحثها على كره العالم لأغراض تخص سجّانها؛ فسجانها يعرف قوتها وقدرتها على تغيير العالم بقرار واحد منها وهو يسعى إلى أن ترى العالم بالنظارة السوداوية وتكره خاصة أسرتها حتى تنهي وجود هذا العالم!

تتسارع الأحداث ونرى أن عطية وأمها وطفلتها يجتمعن ويلتقين ذهنياً بالجدة الكبرى، وتخبرهن الجدة أن كل جيل أفضل من سابقه (من ناحية التطور الروحي والملكات الفردية والاتصال بالذات)

دعت الجدة عطية وابنتها إلى رحلة جديدة لتشافي علاقتهما وخلال هذه الرحلة تغوص عطية في طفلتها أكثر وتكسب ثقة طفلتها، وتكتشف أنها متصلة كثيراً بذاتها بل أنه يمكنها أن تقود أمها في الرحلة فقط بحدسها. وأن على عطية الوثوق بها ودعمها في قراراتها، وتنتهي الرحلة بأن تنادي الطفلة على أمها بـ ماما وأخيراً..

حبيب عطية السابق هو أحد سجاني الطفلة وهو يخبر عطية أن مهمته كانت توفير الحماية الكاملة للطفلة حتى لو تطلب الأمر حمايتها من أمها! كانت الفكرة غريبة على عطية حتى فهمت أنها أنهت حياة ابنتها في حياة سابقة! ندرك بالجزء الثالث أن والدة حبيب عطية السابق ذات طبيعة شريرة وهي خلف خطف الطفلة وهذا يبرر ما عرفناه في الجزء الأول أن زوجها قتلها وما عرفناه بالجزء الثاني أنه تم إيداعها في مصح عقلي، ومع أنه تعاطف معها المشاهد إلى أنه في هذا الجزء نفهم طبيعتها الشريرة ودوافعها. وفي هذا الجزء يمكن للمشاهد إدراك الحقيقة الكاملة ومحرك الشخصيات، في هذا الجزء نرى أنها تخلصت من ابنها وأنهت حياته عندما وقف عقبة في طريقها لأجل حماية الطفلة، وهذا زاد الأمر سوءاً ودعم المعتقدات المغلوطة لدى الطفلة من انعدام الأمان في العالم وكان من الممكن أن يجعلها تختار أن تنهي العالم. هنا تساءل والد الطفلة (إرهان) عما يحدث مع طفلته وأجابته عطية أنها تشعر أنها تتخذ قراراً ما وعلينا أن ندعمها.

ينتهي المسلسل بقرار الطفلة وهنا تخشى عطية أن تقرر الطفلة أن تنهي العالم وتحاول أن تقنع ابنتها بأنهما قد مرا برحلة تشافي معاً ويمكنهما تكرار ذلك

ولوهلة كانت ستحمل عطية الوتد وتسدده في قلب ابنتها لتنقذ العالم، لكنها تختار ابنتها هذه المرة وتخبرها أنها معها مهما اختارت

أحداث الجزء تدور حول كارما الآباء والأبناء وتشافي العلاقة بين الأم وأطفالها والاتصال بالأطفال ومساعدتهم على الحفاظ على ذواتهم الأصلية.

يمكنك مراجعة مقال احتياجات الطفل حسب هرم ماسلو

1 COMMENT

  1. مراجعة مسلسل مدرسة الروابي - raising unicorns | 3rd نوفمبر 22

    […] يمكنك قرراءة مراجعة مسلسل العطية هنا […]

شاركينا تعليقك